موضوع: كيف تقيم حوارا اجتماعيا في رمضان؟ الأربعاء سبتمبر 09, 2009 10:51 pm
في شهر رمضان المبارك إذا تأخرت في الوصول للبيت قبل المغرب مباشرة، سوف تجد بالشارع من يناولك كوبا من الماء، وآخر يعطيك تمرة، وثالث يبتسم في وجهك ولسان حاله يقول أنا مثلك لم أصل للبيت في الوقت المناسب، وتبادله تلك الابتسامة بأخرى.. ووقتها فقط لا تشعر بالتعاسة أو الندم بسبب تأخرك على موعد الإفطار، بل بالع*** ستشعر بالسعادة لاكتشافك أسرة أكبر من أسرتك، وعالما أكبر من عالمك هو عالم التقارب الاجتماعي الحقيقي في شهر رمضان. هكذا هو شهر رمضان شهر التواصل والرحمة والحب، فالجميع يحرص على رؤية الآخر، ويقيم معه حوارا، ويسهر معه سهرة رمضانية، الجميع يحرص على إرضاء أهله، ولكن كيف نجعل من رمضان وسيلة أكثر نفعا لتوثيق عرى المحبة والتواصل الأسري والاجتماعي؟ وكما نحافظ على الفرائض والعبادات في الشهر نوطد علاقاتنا الاجتماعية باتصال ووصال.. هذا ما سنتناوله بالتفصيل خلال السطور التالية. الإنسان كائن اجتماعي تتكون الحياة الاجتماعية لكل إنسان من بعض الأفراد والأسر والعائلات لعل أبرزها: أسرته الصغيرة (زوجته وأولاده)، وهناك عائلته الكبيرة (أبوه، وأمه، وإخوته، وحماه، وحماته، وإخوة الزوج أو الزوجة، وأخوات الزوج أو الزوجة ، وأولاد الإخوة... إلخ)، وهناك العلاقات الأخرى والتي لا تقل أهمية مثل الأصدقاء، والجيران، وزملاء الدراسة أو العمل...، وعدد من العلاقات الطفيفة والعابرة نتيجة للاحتكاك اليومي في المسجد، وفي الشارع...، كما أن هناك بعض الناس من يمد بحبل الود إلى فئات تحتاج ذلك الود كالأيتام، والعجزة، وأطفال الشوارع، وغيرهم ممن يحتاجون لعطف إنساني. وسنحاول الآن معرفة خطوات لتوطيد العلاقات وخلق مساحة جديدة من الحب والتواصل مع كل دائرة من تلك الدوائر الاجتماعية: بالنسبة لزوجك/زوجتك: - اجلبي له وردة بيضاء في بداية شهر رمضان وادعي له وقولي (ربنا اغفر لنا كل ذنوبنا واجعل حياتنا بيضاء صافية وهنيئة كتلك الوردة الرقيقة). - اجلب لزوجتك مصحفا صغيرا وقل لها: كل رمضان وأنت بألف خير. - اجلسا معا وتحاورا بخصوص البرنامج الذي تريدان إنجازه هذا الشهر.. من ستزوران؟، وكيف ستستضيفان بعض الأقارب في هذا الشهر؟، وكيف تقضيان أكبر وقت ممكن في التعبد وقراءة القرآن؟ - اذهبا للمسجد معا لصلاة التراويح، واحرصا على قراءة القرآن مع بعضكما البعض بصوت عال وبينكما الأولاد. - ساعد زوجتك في المطبخ وخفف عنها قليلا ولو بعمل بعض الأشياء البسيطة والسهلة (كالسلطة، وصب العصير، واللعب مع الأولاد لتوفير الوقت لها حتى تنتهي من عمل المطبخ... ). - اجعل/ اجعلي لسانك مليئا بالكلام الحلو والبسيط والذي لا يكلفك إلا القليل ويمنحك الكثير من السعادة والرضا مثل (هل تريد شيئا مني حبيبي؟/ هل أستطيع أن أساعدك حبيبتي؟.). - اتصل بزوجتك قبل نزولك من العمل واسألها: هل تريدين شيئا أحضره معي للبيت؟ بالنسبة لأولادكما: - لا تغضب في وجه ابنك أو تصرخ كما يفعل بعض الآباء وحجتهم في ذلك أنهم صائمون، وبالتالي فهم لا يتحملون أخطاء الأبناء. - عاملهم بهدوء حتى تزرع الهدوء والسكينة في قلوبهم، ولن نجد أفضل من شهر رمضان كي نبدأ في ذلك. - علم ابنك الصلاة واصطحبه معك للمسجد، وعلمه الصوم بالتدريج خطوة بخطوة، وأشعره أنك معلمه وأنك بجانبه دائما. - اجلب له مصحفا صغيرا وقل له: إن هذا المصحف يحتوي كلام الله ولم أجد أغلى منه هدية أجلبها لك في هذا الشهر الكريم كي تحتفظ به بقية حياتك لتتذكرني به. - اصطحب ابنك بعد الإفطار في جولة مفتوحة للتعرف على بعض المساجد الشهيرة وقل له قصتها، ثم قوما بأداء صلاة العشاء والتراويح في أحدها بعد ذلك. بالنسبة للأهل والأقارب: - لكل شخص في العائلة شخصية وكيان فاحرص أن ترضيها وهناك وسائل مختلفة للتعبير عن ذلك (كاتصال صغير لتقول كل عام وأنتم بخير، هدية بسيطة للوالد أو الوالدة، زيارة للحمى والحماة، جلب بعض الفوانيس الصغيرة للأطفال...). - قسم الزيارات العائلية في رمضان فمثلا (أول يوم إفطار لدى الأهل، ثاني يوم إفطار لدى أهل الزوجة... وهكذا بالنسبة لبقية الأقارب). - اجعل منزلك روضة لكلتا العائلتين (عائلة الزوج، وعائلة الزوجة).. خصص يوما للعائلة كلها للتعارف والتقارب، وكي لا تتحمل زوجتك تبعات هذا اليوم وحدها.. اتفقا أن يأتي كل شخص من الضيوف بطبق معه (الجد يحضر الفراخ، الجدة تحضر الفاكهة، الحمى يحضر طبق اللحم، الحماة تحضر الخبز... وهكذا لباقي العائلة). - اقترح أن يكون هناك يوم اسمه "اليوم المفتوح"، ادع جميع أقاربك للخروج وقضاء اليوم كله بالخارج في مكان مشهور بطابعه الرمضاني (كمنطقة الحسين في مصر)، وذلك بداية من السحور وحتى الإفطار، ويستغل اليوم في زيارة المساجد التاريخية أو المتاحف الاسلامية. بالنسبة للأصدقاء والجيران: - اجلب للجيران صينية كنافة أو خشاف أو عصير التمر المشهور في رمضان.. وقل لهم كل عام وأنتم بخير. - تبادل أطباق الطعام مع جيرانك مرة كل أسبوع خلال شهر رمضان، وخلال السهرة يتم فتح الأبواب ويذهب الرجال إلى إحدى الشقتين وتجلس النساء في الشقة الأخرى.. والأولاد يلعبون مع بعضهم البعض بينكما. - ادع أصدقائك وزملائك للذهاب للصلاة خلف إمام معين أو شيخ معين مشهور في رمضان.. وأثناء الطريق تبادلوا أطراف الحديث. عام الصداقات الجديدة (الأيتام/ العجزة والشيوخ/المرضى/المغتربين): - اجعل هدفك في رمضان هذا العام التعرف على أصدقاء جدد.. لماذا نقتصر على أصدقائنا القدامى.. فالمعرفة الجديدة فيها خير جديد إن شاء الله. - اذهب لأحد دور الأيتام واتخذ صديقا وتعامل معه بمبادئ الصداقة الحقيقية (اجلب له هدية، وكرر زيارتك له، وحدثه عن نفسك واطلب منه أن يحدثك عن نفسه ومشاعره وماذا يريد، واطلب منه الاتصال بك في أي وقت لطلب ما يريد... ). - اذهب لأحد دور العجزة واجلس إليهم وحدثهم عن أسرتك وعن عملك وأهلك وأبنائك ثم افتح لهم باب الحديث عن مشاعرهم وحياتهم وماذا يتمنون. - امنح بعض المرضى في المستشفى القريبة من منزلك بعض الاهتمام من خلال زيارة بسيطة، وسؤالهم عن أحوالهم؟ فهذا الشعور بوجود الخير يبث في نفوس المرضى روح المقاومة واحتمال المرض. - اذهب لأحد بيوت الطلبة وادعهم لسحور في مكان بسيط، واسألهم كيف يقضون وقتهم بعيدا عن الأهل وكيف يتواصلون معهم؟، فبعضهم لا يستطيع السفر لأهله نظرا للبعد والتكلفة الكبيرة. اعلم أن كل ما سبق ليس بالكثير ولكنه يتطلب منك شيئا واحدا فقط كي تنجزه، وهو: الكثير جدا من الإرادة.. والقليل جدا من المال.. وبعض الجهد.. وكل ذلك يكون لوجه الله تعالى.
فراشه خجوله
عدد المساهمات : 199 تاريخ التسجيل : 07/09/2009
موضوع: رد: كيف تقيم حوارا اجتماعيا في رمضان؟ الأربعاء سبتمبر 09, 2009 11:43 pm